2025-07-04
شهد نهائي دوري أبطال أفريقيا 2018 مواجهة أسطورية جمعت بين العملاقين المغربيين، الوداد البيضاوي والرجاء الرياضي، في أول نهائي مغربي خالص في تاريخ المسابقة. هذه المواجهة التاريخية التي أقيمت بنظام الذهاب والإياب كتبت فصلاً جديداً في سجلات الكرة الأفريقية.
الرحلة إلى النهائي
بدأ الوداد البيضاوي مشواره من المجموعة الرابعة، حيث تفوق على منافسيه بصعوبة ليحتل المركز الثاني ويتأهل لدور الـ16. أما الرجاء الرياضي فقد سطع في المجموعة الأولى بفارق كبير عن منافسيه. في الأدوار الإقصائية، أظهر الفريقان المغربيان مستويات استثنائية، حيث تخطى الوداد أندية قوية مثل هورويا كوناكري الغيني، بينما تفوق الرجاء على أندية مرموقة مثل تي بي مازيمبي الكونغولي.
الذهاب: ملعب محمد الخامس يشهد معركة شرسة
في مباراة الذهاب التي أقيمت على ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء يوم 26 أكتوبر 2018، استضاف الوداد ضيفه الرجاء في جو مشحون بالحماس. انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي، لكن في الشوط الثاني تمكن وليد الكرتي من تسجيل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 52 ليمنح الوداد الفوز بهدف نظيف.
الإياب: دراما لا تصدق في الرباط
في مباراة الإياب يوم 9 نوفمبر 2018 على ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، قدم الرجاء أداءً قوياً وسيطر على مجريات اللعب. تمكن محمود بنعليف من تسجيل هدف التقدم للرجاء في الدقيقة 55، ليصبح مجموع المباراتين متعادلاً. مع اقتراب نهاية المباراة، كاد الرجاء أن يحقق الفوز لكن الأهداف لم تأتِ، مما أدى إلى اللجوء لركلات الترجيح.
في جلسة الترجيح التاريخية، برز حارس الوداد أحمد رضا التكناوتي كبطل المباراة بعد أن تصدى لركلتين، بينما أهدر لاعب واحد من الرجاء ركلته. انتهت الركلات الترجيحية 4-3 لصالح الوداد البيضاوي، ليحقق لقبه الثاني في المسابقة بعد غياب 25 عاماً.
إرث النهائي المغربي
ترك نهائي 2018 إرثاً كبيراً في الكرة الأفريقية، حيث:
– كان أول نهائي بين فريقين من نفس البلد
– سجل أعلى معدل حضور جماهيري في تاريخ النهائيات
– عزز مكانة المغرب كقوة كروية أفريقية
– أظهر المستوى التقني العالي للأندية المغربية
بعد 6 سنوات من هذه المواجهة الأسطورية، لا يزال عشاق الكرة الأفريقية يتذكرون تلك اللحظات التاريخية التي جمعت بين قطبي الكرة المغربية في نهائي لن يتكرر بسهولة.