“وَمَالِيَ لَا أَعْبُدُ ٱلَّذِي فَطَرَنِي” – هذه الكلمات العظيمة التي وردت في سورة يس تحمل في طياتها معاني عميقة ودروساً عظيمة للإنسان المؤمن. فهي تطرح سؤالاً وجودياً أساسياً: ما الذي يمنعني من عبادة الذي خلقني وأوجدني من العدم؟

معنى الآية الكريمة

تأتي هذه الآية في سياق قصة الرجل المؤمن من أهل القرية الذين كذبوا المرسلين، حيث يوضح هذا المؤمن حقيقة الإيمان بقوله: “وَمَالِيَ لَا أَعْبُدُ ٱلَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ”. الفطر هنا يعني الخلق والإيجاد، فكيف للإنسان أن ينكر فضل خالقه وهو الذي منحه الحياة والنعم التي لا تحصى؟

دواعي العبادة

  1. نعمة الوجود: فمجرد وجودنا في هذه الدنيا هو أعظم نعمة تستوجب الشكر والعبادة.
  2. النعم الظاهرة والباطنة: من صحة وعقل ورزق وأمن، كلها تدعونا إلى عبادة المنعم المتفضل.
  3. الفطرة السليمة: فالإنسان مفطور على التوحيد والاعتراف بالخالق عز وجل.

موانع العبادة

لكن قد يعترض البعض ويقول: ما الذي يدفعني للعبادة؟ والجواب في الآية نفسها، فمن ينكر العبادة:- ينكر أصل وجوده- يجحد نعم ربه- يعاند فطرته السليمة- يخسر الدنيا والآخرة

ثمار العبادة

العبادة ليست تكليفاً فقط، بل هي تشريف وتكريم للإنسان، ومن ثمارها:- الطمأنينة القلبية- الرزق والبركة- العزة والكرامة- الفوز بالجنة

الخاتمة

“وَمَالِيَ لَا أَعْبُدُ ٱلَّذِي فَطَرَنِي” يجب أن تكون شعار كل مؤمن، فعبادة الله هي الغاية من خلقنا، وهي طريق السعادة في الدنيا والآخرة. فلنحاسب أنفسنا: ما الذي يمنعنا حقاً من عبادة من خلقنا ورزقنا وهدانا؟!